أعلنت المملكة العربية السعودية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس اليوم عن التزامهما بالعمل معاً للمساهمة في حماية 370 مليون طفل سنوياً من الإصابة بشلل الأطفال، والمساعدة على انتشال الملايين من الفقر في 33 دولة عضو في البنك الإسلامي للتنمية . وفي إطار تعزيز هذا التعاون، ستقوم مؤسسة بيل ومليندا غيتس بافتتاح مكتب إقليمي لها في الرياض.
وخلال الاجتماع الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، أعلن الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بمشاركة الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة في المملكة العربية السعودية، وبحضور الأستاذ الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وبيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس، عن تعهدات إجمالية بقيمة تزيد عن 620 مليون دولار أمريكي.
بعد إعلان قارة أفريقيا خالية تماماً من شلل الأطفال البري في عام 2020، لم يعد هناك سوى بلدين فقط حول العالم يشهدان إصابات حتى الآن بشلل الأطفال البري، وهما باكستان وأفغانستان. وقد ساهمت المشاركة المباشرة لدول الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، في الحد من حالات الإصابة بشلل الأطفال في هذين البلدين مما يزيد عن 300 حالة عام 2014 إلى 12 حالة عام 2023. وستظل المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بحاجة إلى المزيد من الموارد والدعم إلى أن يصل عدد حالات الإصابة إلى الصفر ويصبح العالم خالياً تماماً من شلل الأطفال. ويعد الالتزام الجديد المقدم من المملكة أكبر تعهد يمتد لسنوات متعددة من قبل جهة مانحة سيادية لدعم الاستراتيجية الحالية للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وضمان توفير الخدمات الصحية الحيوية لمئات الملايين من الأطفال سنوياً.
وفي هذه المناسبة، قال بيل غيتس: “يعد شلل الأطفال أحد الأمراض الخطيرة والمخيفة، والتي يجب أن تندثر إلى الأبد. واليوم أشعر بالفخر بالنموذج الملهم الذي قدّمته المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع الشركاء في منطقة الشرق الأوسط، حيث بادرت للمساعدة في تقديم المزيد من لقاحات شلل الأطفال وتطعيمات الحصبة، وغيرها من الخدمات الصحية الضرورية لملايين الأطفال سنوياً. سيسهم هذا الاستثمار الصحي العالمي في تعزيز وبناء منظومات صحية ومجتمعات أكثر قوة ومرونة في ظل الأزمات المتعددة والتحديات التي يشهدها العالم. ويسرّنا أيضاً أن نشهد دعماً جديداً للشراكات طويلة الأمد مثل صندوق العيش والمعيشة، الذي لعب دوراً فاعلاً في انتشال الملايين من براثن الفقر”.
وسعياً لتسريع وتيرة التقدم نحو استئصال شلل الأطفال، ودفع جهود تحسين الصحة العالمية والتخفيف من حدة الفقر، أعلنت المملكة العربية السعودية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس اليوم عن الالتزامات التالية :
تعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم تمويل بقيمة 500 مليون دولار أمريكي خلال السنوات الخمس القادمة للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص تقودها حكومات وطنية مع ستة شركاء، من بينهم مؤسسة بيل ومليندا غيتس .هي أكبر مساهمة تقدمها المملكة لجهود القضاء على شلل الأطفال ستدعم هذه المساهمة جهود توفير الخدمات الصحية الحيوية، بجانب لقاحات شلل الأطفال للفئات الضعيفة والمحتاجة من خلال منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وهما من شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. منذ بدء جهود القضاء على شلل الأطفال تحت قيادة منظمة روتاري الدولية، نجحت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في خفض حالات الإصابة بنسبة 99% على مستوى العالم، واستئصال اثنين من ثلاث سلالات من فيروس شلل الأطفال البري، كما ساهمت في إنقاذ أكثر من 20 مليون شخص من الإصابة بالشلل الناجم عن شلل الأطفال. هذا وتعهدت المملكة العربية السعودية ومؤسسة غيتس بتقديم تمويلات بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي و15 مليون دولار أمريكي على التوالي خلال ثلاث سنوات لدعم مسار القضاء على شلل الأطفال. بينما تقترب أفغانستان، وهي واحدة من آخر البلدان التي لا زالت تشهد إصابات شلل الأطفال، من إحراز تقدم حاسم في رحلة القضاء على المرض، ستقود وزارات الصحة في دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، مسار القضاء على شلل الأطفال تحت رعاية اللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته والتابعة لمكتب منظمة الصحة العالمية بدول شرق المتوسط. باعتباره مبادرة تمويلية تركز على تحقيق النتائج، سيتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة مسار القضاء على شلل الأطفال للمساعدة على تعزيز النظم الصحية في أفغانستان، وحفز التركيز المستمر على استئصال شلل الأطفال .ستساهم المملكة العربية السعودية بتمويل بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم صندوق العيش والمعيشة، وهو أكبر مبادرة تنموية متعددة الأطراف في الشرق الأوسط تستهدف مساعدة الفقراء وانتشالهم من براثن الفقر في 33 دولة عضو في البنك الإسلامي للتنمية، وذلك من خلال الاستثمار في تعزيز الرعاية الصحية الأولية والقضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ودعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والزراعة في المناطق الريفية، وتحسين البنية التحتية الأساسية . ويأتي تعهد السعودية بعد إعلان الإمارات عن تجديد تعهدها، والذي دعمت من خلاله صندوق العيش والمعيشة بمبلغ قيمته 50 مليون دولار أمريكي، وذلك في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري. تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تجديد التزاماتها تجاه صندوق العيش والمعيشة من خلال التعهد بتمويل بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لمواصلة دعم أكبر صندوق تنموي متعدد الأطراف في المنطقة، والذي يساعد الملايين في المجتمعات ذات الدخل المنخفض . وسعياً لتسهيل تنفيذ البرامج المعلن عنها اليوم، ستنشئ مؤسسة بيل ومليندا غيتس أول مكتب لها في المنطقة في مدينة محمد بن سلمان غير الربحية في الرياض، إلى جانب إبرام شراكة مع مؤسسة مسك لدعم مشاركة الشباب الفاعلة وتعزيز دور ومساهمة القطاع الثالث (قطاع المنظمات غير الربحية وغير الحكومية) بالمملكة.
ومن جانبه، قال الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية: “لقد شهدنا تقدماً ملموساً في أفغانستان وباكستان، البلدين الأخيرين اللذين ما زال مرض شلل الأطفال منتشر فيهما، ولكننا بحاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود المكثّفة بينما يواصل العالم المضي قدماً نحو القضاء على هذا المرض بشكل نهائي. كما أن التعهد الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية اليوم سيساهم بشكل كبير في تعزيز الابتكار والتعاون الضروريين للقضاء على شلل الأطفال. ومن خلال التعاون مع شركائنا، بما في ذلك مؤسسة بيل ومليندا غيتس والمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال والبنك الإسلامي للتنمية والدول الرئيسية في المنطقة، لن يقتصر دعمنا على القضاء على شلل الأطفال فحسب، بل سيسهم كذلك في تعزيز وتطوير المنظومات الصحية في هذه البلدان”.
وتتعاون مؤسسة بيل ومليندا غيتس مع وزارة الصحة السعودية لضمان رحلات حج آمنة وصحية من خلال تعزيز جهود مراقبة الأمراض وإجراء الفحوصات، وتوفير حلول آمنة للحفاظ على النظافة العامة لملايين الحجاج، إلى جانب تقديم المساعدة الفنية لدعم قدرات المملكة في مجال تصنيع اللقاحات، بهدف مساعدة البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في الحصول على اللقاحات بتكاليف أقل. وبهذا التعهد الجديد، ستكون المملكة العربية السعودية من الدول الأولى الرائدة في فريق الطوارئ الصحية العالمية التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يساهم في تعزيز الجاهزية والاستجابة العالمية للأوبئة.
ومن جانبه، قال الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وزير الصحة في المملكة العربية السعودية: “هذه الجهود والاستثمارات المبذولة في سبيل تعزيز الصحة العالمية لا تنطوي فقط على مكاسب إيجابية؛ بل هي تُعد بمثابة ضرورة استراتيجية لضمان مستقبل مزدهر وأكثر مرونة لنا جميعاً. ويواجه عالمنا اليوم العديد من التحديات الصحية، ومن هنا تبرز مسؤولياتنا ودورنا في تقديم مساهمات نوعية بالتعاون مع شركائنا في ردم مثل هذه الفجوات، ونحن ندرك أنه من خلال توحيد جهودنا، يمكننا التخفيف من معاناة العديد من الأفراد وتحسين ظروفهم الصحية”.
وختاماً، وفي إطار التعاون بينهما، خصص كل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومؤسسة بيل ومليندا غيتس مبلغ 4 ملايين دولار أمريكي كمنحة إغاثة إنسانية بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في قطاع غزة، وخصوصاً النساء والأطفال الذين تتضرروا بشكل كبير. وسيتم توجيه هذا التمويل عبر منظمة اليونيسف لتقديم المساعدات والتدخلات الصحية وكذلك لضمان توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي.
-انتهى-