حملات اعتقال لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعتي ييل بكونيتيكت ونيويورك

قامت الشرطة الأمريكية باعتقال عشرات المحتجين المؤيدين للفلسطينيين في جامعتي ييل في كونيتيكت ونيويورك في مانهاتن يوم الاثنين مع استمرار تردد صدى الحرب في غزة في حُرم الجامعات الأمريكية.

وجاءت الاعتقالات بعد ساعات من إلغاء جامعة كولومبيا حضور الطلاب لتهدئة التوتر في حرمها الجامعي بنيويورك بعد أن سمحت إدارة الجامعة للشرطة بإخلاء مخيم نصبه طلاب احتجاجا على الإجراءات الإسرائيلية في غزة.

محتجين أوقفوا يوم الاثنين حركة المرور في حرم جامعة ييل في نيو هيفن بكونيتيكت

وكشفت مقاطع مصورة بثتها مواقع للتواصل الاجتماعي محتجين أوقفوا يوم الاثنين حركة المرور في حرم جامعة ييل في نيو هيفن بكونيتيكت، مطالبين الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية.

وذكر موقع ييل ديلي نيوز الإخباري الذي يديره طلاب أن الشرطة اعتقلت أكثر من 45 محتجا. ولم يرد مسؤولو جامعة ييل على طلبات التعليق.

وفي نيويورك، تحرك الضباط لتفريق حشد جامعة نيويورك بعد وقت قصير من حلول الظلام، حيث تحدى مئات المتظاهرين لساعات تحذيرات الجامعة بأنهم سيواجهون عواقب إذا لم يخلوا الساحة التي تجمعوا فيها. وأظهر مقطع مصور نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الشرطة وهي تزيل الخيام في مخيم المتظاهرين.

واشتبك المتظاهرون مع الضباط وهتفوا قائلين “لن نتوقف، لن نهدأ. اسحبوا الاستثمارات”.

الاعتقالات تمت بعد أن طلبت الجامعة من الشرطة فرض مخالفات التعدي على ممتلكات الغير

وقال متحدث باسم شرطة نيويورك إن الاعتقالات تمت بعد أن طلبت الجامعة من الشرطة فرض مخالفات التعدي على ممتلكات الغير، لكن العدد الإجمالي للاعتقالات سيظل مجهولا حتى وقت لاحق. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

وبدأت الاحتجاجات في مقرات جامعات ييل وكولومبيا ونيويورك وغيرهما في أنحاء الولايات المتحدة ردا على أحدث تصعيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي بدأ في السابع من أكتوبر تشرين الأول بهجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثم هجوم إسرائيل على قطاع غزة الذي تديره الحركة.

وأشار مدافعون عن حقوق الإنسان إلى تصاعد عام في التحيز والكراهية لليهود والعرب والمسلمين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتزايد القلق في الآونة الأخيرة مع بدء عطلة عيد الفصح اليهودي يوم الاثنين.

وقالت نعمت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى موظفي وطلاب الجامعة يوم الاثنين، إن الجامعة ألغت حضور الطلبة وانتقلت إلى التدريس عبر الإنترنت “لتخفيف الضغينة ومنحنا جميعا فرصة للنظر في الخطوات التالية”.

وفي خطوة استثنائية استنكرها بعض أعضاء هيئة التدريس، استدعت شفيق الأسبوع الماضي شرطة نيويورك لإخلاء خيام أقامها محتجون في الحديقة الرئيسية لمطالبة الجامعة بسحب الاستثمارات المتعلقة بأنشطة إسرائيل.

 إقامة الخيام تنتهك القواعد. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 طالب من كولومبيا وبارنارد كوليدج المجاورة

وقالت الجامعة إن إقامة الخيام تنتهك القواعد. واعتقلت الشرطة أكثر من 100 طالب من كولومبيا وبارنارد كوليدج المجاورة لاتهامهم بالتعدي على ممتلكات الغير. وأوقفت كولومبيا وبارنارد عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات عن الدراسة مؤقتا.

وقالت شفيق التي أدلت بشهادة الأسبوع الماضي أمام لجنة بمجلس النواب الأمريكي دافعت فيها عن رد الجامعة على معاداة السامية المزعومة “تم استغلال هذا التوتر وتضخيمه من أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا جاءوا إلى الحرم الجامعي لتحقيق قائمة أولوياتهم… نريد إعادة الأمور لنصابها”.

وطالب الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عضو ديمقراطي واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، باستقالة شفيق في رسائل وبيانات يوم الاثنين.

ونشرت إدارة شرطة نيويورك عشرات من أفرادها في شوارع مانهاتن المزدحمة حول حرم جامعة كولومبيا بعد نشوب مواجهات غاضبة بين المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لإسرائيل.

 تقارير تفيد بأن طلابا إسرائيليين كانوا يسيرون في الحرم الجامعي

وقال طارق شابارد، كبير المتحدثين باسم الشرطة، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين أمام الحرم الجامعي “تلقينا تقارير تفيد بأن طلابا إسرائيليين كانوا يسيرون في الحرم الجامعي تم انتزاع أعلامهم منهم، وخطفها من أيديهم… لكننا لم نتلق أي تقارير عن إلحاق أي أذى بدني بأي طالب”.

وأمضى الطلاب المحتجون بضع ليال نائمين في العراء على العشب، ونصبوا خياما مرة أخرى. وأقام الطلاب صلوات الإسلام واليهودية في المخيم، وألقى بعضهم خطابات تشجب إسرائيل والصهيونية وتشيد بالمقاومة الفلسطينية المسلحة. وأقيمت مخيمات مماثلة مؤيدة للفلسطينيين في إيمرسون كوليدج في بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج المجاورة.

وانضم أكثر من 100 من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا إلى الطلاب يوم الاثنين تضامنا معهم في المخيم، حيث من المقرر إقامة مأدبة في الهواء الطلق للاحتفال بأمس الأول من عطلة عيد الفصح اليهودي.